الاحتفال باليوم العالمى للطيور المهاجرة.. طائر أبو منجل يحلق فى سماء أسيوط والبيئة تزيل 18 ألف متر شباك مخالفة.. ومحمية أشتوم الجميل تتألق بتسجيل أكثر من 233 نوعا.. والقائمة الحمراء لليونسكو تضم 2 مليون نوع

المصدر

تزامنًا مع احتفال العالم بـ اليوم العالمى للطيور المهاجرة لهذا العام فى 11 أكتوبر 2025، والذى يُقام تحت شعار “المساحات المشتركة: نحو مدن ومجتمعات صديقة للطيور”، ومشاركة مصر فى هذا الاحتفال مرتين سنويًا، الأولى، خلال السبت الثانى من شهرى أكتوبر والمرة الثانية مايو بموسم الذهاب والعودة بهدف تعزيز الوعى العالمى بأهمية حماية الطيور المهاجرة وصون مسارات هجرتها، حيث تعتبر مصر محطة رئيسية على طريق هجرة ملايين الطيور سنويًا بفضل ما تتمتع به من محميات طبيعية ومناطق رطبة غنية بالتنوع البيولوجي.

خلال هذا التقرير نرصد أهم الإجراءات التى تتخذها وزارة البيئة من أجل حماية الطيور، وأهم المواقع التى تشهد مسارات الهجرة وأنواع هذه الطيور، ومنها طائر المنجل الذى شوهد مؤخرا بمحافظة أسيوط، وما هى حقيقة الانقراض السادس للأرض الذى أعلن عنه أحد الخبراء الدوليين فى ملف حماية الحياة البرية.

أبو المنجل يحلق فى سماء أسيوط

رصدت كاميرا “اليوم السابع” فى قرية “موشا” إحدى قرى محافظة أسيوط ظهور طائر بسماء القرية والأراضى الزراعية يشبه أبو قردان لكن لونه بنى مخضر، الأهالى تعرفه باسم “الوز العراقى” فهو يظهر بكثرة من شهر مايو ويونيو ويوليو وأغسطس، يلتقط الحشرات من الأرض والمستنقعات، ويبدو الأمر غريبا لكنه ليس وز عراقى أنه أحد أنواع الطيور المهاجرة التى تقصد مصر خلال مواسم هجرة الطيور مرتين فى العام مايو وأكتوبر.

ومن جانبه أكد الدكتور حسين رشاد، مدير عام محمية اشتوم الجميل فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، أن الصور لطائر أبو منجل اللاماع أحد أنواع الطيور المهاجرة التى تأتى لمصر سنويا، مؤكدا أنه طائر ينتمى، إلى فصيلة أبو منجليات، وهى النوع الأكثر انتشارا بين أبو منجليات، وتتكاثر فى كل أنحاء العالم وخاصة المناطق الدافئة من أوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا والمحيط الأطلسى ومنطقة البحرالكاريبى ومنطقة الأمريكيتين، وأنه من أحد الأنواع للطيور المهاجرة، ومعظم الطيور فى فصل الشتاء الأوروبى تهاجر نحو أفريقيا، والطيور فى أمريكا الشمالية تهاجر من شمال كارولينا الجنوبية فى فصل الشتاء إلى أى مكان أبعد، وهو ليس من أنواع الطيور المهددة بالانقراض، فخطر انقراض ضعيف.

233 نوع طائر مهاجر

تضم مصر من الإسكندرية لأسوان أكثر من 30 محمية طبيعية، لكل منها ميزة تتفرد بها، وكأنها بصمة لا تجد من يضاهيها فى العالم، منها السياحى والجوليوجى، والطبيعى، ذات المناظر الخلابة خلال هذا التقرير سنرصد معلومات عن محمية أشتوم الجميل فى محافظة بور سعيد.

أشتوم الجميل قبله الطيور

وتعتبر محمية أشتوم الجميل ببورسعيد ليست مجرد موقع طبيعى، بل رئة بيئية وكنز تاريخى، يجمع بين الطيور المهاجرة، النباتات الفريدة، والثروات السمكية، لتبقى شاهدًا على عراقة مصر وغنى مواردها الطبيعية، وطبيعة ساحرة وتاريخ عريق فى قلب بورسعيد، وتعد محطة رئيسية للطيور المهاجرة عالميًا، حيث تم تسجيل أكثر من 233 نوعًا ويصل إليها سنويًا حوالى 224 ألف طائر، بجانب الطيور المقيمة والزائرة، كما تضم المنطقة أول مركز حكومى لإنقاذ السلاحف البحرية، وهو مركز أشتوم الجميل لإنقاذ السلاحف البحرية، والذى يُعد خطوة مهمة فى حماية الحياة البحرية والمحافظة على التنوع البيولوجى، وتضم مزارع مرخصة وغير مرخصة، وتعتمد على مياه بحيرة المنزلة، وتُعد البحيرة مصدرًا رئيسيًا للأسماك فى مصر، تخدم سكان بورسعيد ودمياط والدقهلية، وبها كثر من 42 نوعًا من النباتات البرية (أرضية، مغمورة، طافية) تساهم فى حفظ التوازن البيئى، كما تضم جزيرة تنيس الأثرية وتل تنيس، الذى تعود أصوله إلى العصر الرومانى والبيزنطى، وازدهر خلال العصور الإسلامية، خاصة فى العصر الفاطمى والأيوبي.

البيئة تقضى على شباك الصيد للطيور

وسط كل الإجراءات التى تسعى إليها الدولة من أجل حماية الطيور المهاجرة، باعتبارها أحد أهم مناحى التنوع البيولوجى، والمساعد على حماية النظم البيئية للكائنات الحية، تصدر بعض الممارسات السلبية من قبل البعض كصيد الطيور، لكن وزارة البيئة تقف لهم بالمرصاد، حيث أعلنت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، عن نجاح وزارة البيئة من خلال محميات المنطقة الشمالية فى إزالة نحو 18 ألف متر من الشباك المخالفة المستخدمة فى صيد الطيور المهاجرة، منهم 13 ألف متر من الشباك المخالفة، ومصادرة 3 أجهزة محاكاة لأصوات الطيور و3 مناصب مخيط فى محمية اشتوم الجميل، كما نجحت محمية البرلس بمحافظة كفر الشيخ فى إزالة نحو 5 آلاف متر من الشباك، ومصادرة جهازين لمحاكاة الأصوات و5 مناصب مخيط. بالإضافة إلى مصادرة عدد من الأجهزة والمعدات المخالفة، ضمن جهود الدولة لحماية الطيور المهاجرة وتأمين ممرات آمنة لعبورها عبر شمال مصر، مشيدةً بجهود فرق العمل الميدانية بالمحميات التى تواصل العمل منذ صدور قرار تنظيم الصيد فى الأول من سبتمبر 2025، مما أسفر عن نتائج إيجابية غير مسبوقة.

العميد والسلوم نموذج ايجابى

وأكدت أن محمية العميد ومحمية السلوم لم تُسجلا أى حالات صيد خلال موسم الهجرة الحالى، مشيرة إلى أن ذلك يعكس ارتفاع مستوى الوعى البيئى لدى الصيادين، وتكامل جهود العاملين بالمحميات فى تطبيق القانون لحماية التنوع البيولوجي.

وأشارت الدكتورة منال عوض، إلى أنه تم إطلاق أعداد كبيرة من الطيور التى تم إنقاذها إلى بيئتها الطبيعية بعد تأمينها والتأكد من قدرتها على مواصلة رحلتها السنوية بأمان، تنفيذًا لالتزامات مصر الدولية بحماية التنوع البيولوجى ومكافحة الصيد الجائر.

وأوضحت الوزيرة، أن العمل مستمر فى حماية الطيور المهاجرة لفتح ممرات آمنة تساعدها على استكمال هجرتها السنوية، لافتةً إلى أن حماية الطيور المهاجرة مسؤولية جماعية تتطلب تعاون المجتمع المحلى والدولى لضمان استمرار هذه الكائنات فى أداء دورها الحيوى فى التوازن البيئي.

وبالتوازى مع كل هذه الإجراءات خرج خبير بيئى دولى يحذر من اقتراب الإنقراض الجماعى السادس للحيوانات البرية على الأرض، حيث حذر الدكتور عاطف محمد كامل أحمد مؤسس كلية الطب البيطرى بجامعة عين شمس ورئيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان والخبير الدولى فى الحياة البرية والمحميات الطبيعية والتنوع البيولوجى باليونسكو، من اقتراب الإنقراض الجماعى السادس للحيوانات البرية على الأرض.

وقال الدكتور عاطف، لـ”اليوم السابع”: “نشهد أو على وشك الانقراض الجماعى السادس، وهو انقراض الأنواع الذى يحدث حاليا، ويُطلق عليه اسم “انقراض الهولوسين” أو “الانقراض العظيم السادس”، والذى يعتبر هو الأول الذى يتسبب فيه كائن حى واحد، وهو الإنسان، نتيجة للأنشطة البشرية التى يمارسها ومنها استخدام الأراضى والمياه والطاقة بشكل غير مستدام، والصيد الجائر والإتجار غير المشروع فى الحيوانات البرية”.

وأوضح الدكتور عاطف التعريف للانقراض الجماعى السادس، قائلا إنه الانقراض الجماعى الذى يحدث حاليا فى التاريخ الجيولوجى للأرض، ويُعرف أيضا بـ “انقراض الهولوسين”، ويعد هذا الانقراض الجماعى هو السادس على تاريخ الأرض.

ويعرب الدكتور عاطف عن تخوفه من دخول الأرض فى الانقراض الجماعى السادس” بسبب النشاط البشرى مثل تدمير الموائل، وتغير المناخ، والاستغلال المفرط، مؤكد ضرورة تجنب كارثة أكبر، من خلال تكثيف جهود الحفاظ على البيئة، منها حماية الموائل، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، ومكافحة الصيد الجائر، وزراعة النباتات المحلية.

انقراض جماعى عام 2100

وكشف عاطف، أن كوكب الأرض يواجه حدثًا خطيرا، قد يؤدى إلى انقراض جماعى بحلول عام 2100، وتغير المناخ يدفع محيطاتنا إلى حافة الانهيار، وأنه انقراض واسع النطاق للأنواع يحدث فى غضون فترة زمنية جيولوجية قصيرة، وأن تأثير الإنسان هذا الانقراض الجماعى سببه الأنشطة البشرية، مثل تدمير مواطن الكائنات الحية، وتغير المناخ، والاستغلال المفرط للموارد بمعدلات غير مسبوقة، وأن هذا الانقراض الحالى يهدد التنوع البيولوجى العالمى بمعدلات غير مسبوقة مقارنة بالمعدلات الطبيعية.

إمكانية تجنب الانقراض

ووضع الدكتور عاطف، مجموعة من الحلول لإمكانية تجنب هذا الانقراض منها حماية الموائل من خلال الحفاظ على المتنزهات والمحميات الطبيعية، وزراعة النباتات المحلية، وكذلك ترك قطع من الشجيرات والأشجار القديمة فى المزارع، ثم الحفاظ على البيئة بمساعدة الأفراد عبر دعم منظمات الحفاظ على البيئة وزيارة الحدائق الوطنية، واتباع قواعد الحياة البرية عند زيارتها، بعدم رمى القمامة فى الطبيعة، وايضا تخفيض الانبعاثات تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى والتلوث، لوقف تدهور التنوع البيولوجى ومنع حدوث انقراض جماعى كبير، إضافة إلى مكافحة الصيد الجائر يجب مكافحة الصيد الجائر وغير القانونى، والذى يسبب تناقضا حادًا فى أعداد الأنواع.

كما يأتى دعم المنتجات المستدامة عند التسوق أحد هذه الحلول، وإشراك المجتمعات المحلية فى جهود الحفاظ على البيئة ضرورى لإحداث تأثير حقيقى ودائم، وزراعة النباتات المحلية، والاستخدام الأمثل المستدام للأراضى والمياه والطاقة، تغير المناخ، وتحويل الأراضى بشكل كبير لإنتاج الغذاء.

وهناك الآن تقارير ودراسات علمية ضخمة تؤكد أن الكائنات الحية على الأرض دخلت الانقراض الجماعى السادس، وأكد الباحثون أن الانقراض الجماعى هو مجرد واحد من التهديدات الوجودية المتشابكة التى تواجهها الحضارة، والبعض الآخر يشمل اضطراب المناخ وسباق التسلح النووى المتجدد. وقال الخبراء أن هذا هو المعدل المقلق للانقراض، وفقدان الأنواع حاليا أعلى من أى وقت مضى منذ أن تم القضاء على الديناصورات. وأضافوا أنه إذا استمر المعدل الحالى كما هو، وإذا انقرضت جميع الأنواء المصنفة الآن على أنها مهددة بالانقراض أو المهددة بالانقراض أو المعرضة.


وفى النهاية يبقى الإنسان الأصل فى بقاء واستمرار الارض سواء بالحفاظ عليها أو التعجيل بتدميرها من خلال ممارساته السيئة أو الحفاظ عليها.

أبو المنجل طائر يشبه ابوقردان صديق الفلاح

أبو المنجل طائر يشبه ابوقردان صديق الفلاح

أبو منجل احد الطيور المهاجرةأبو منجل احد الطيور المهاجرة

ابو منجل اللامع يقترب ما بين المحمر البني وذو أجنحة لامعة خضراءابو منجل اللامع يقترب ما بين المحمر البني وذو أجنحة لامعة خضراء

أبو منجل يبلغ من الطول تقريبا  55-65سمأبو منجل يبلغ من الطول تقريبا 55-65سم

محمية اشتوم الجميل ببورسعيدمحمية اشتوم الجميل ببورسعيد

Scroll to Top